.

.

أعلان الهيدر

المملكة العربية السعودية المنطقة الشرقية - الاحساء

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

الرئيسية حياة وأعمال فراغونار 1

حياة وأعمال فراغونار 1


        تأليف : جان جاك ليفيك
        ترجمة : عبدالمنعم السليمان               
        إعداد وتقديم : مؤيد الزيد                                        
طالما أردنا أن نرى في فراغونار ، شاعرا يتغنى بالحب وحده وفي عالم متحلل من القيود ، ومؤرخا لعالم أنقذته عبقريته من مغرياته وغنجه ، التي ترتبط في الأذهان بنهاية القرن الثامن عشر . وتلك الرؤية قاصرة ، فإذا كان فراغونار مؤرخا تسللت عيناه الى المخادع في أسرارها الحميمه ، فإن أعماله لم تقتصر على خدمة مجتمع كان يجري لحتفه وضياعه .
  ذلك المجتمع الذي يعرف نفسه كل المعرفة ، يظهر لنا وجها أكثر تعقيدا وجاذبية ، ساحرا ومؤثرا في الوقت ذاته .      
والفنان يرى أبعد من هذا الحاضر الهش ، بنزواته ونزعاته فيما وراء التاريخ الذي يستعصي على الإختزال ، بتهديداته ومخاطره المميته والباعثه على القلق في تجلياتها ، وفي الذهنية التي سوف تستتبع ذلك .                                          
إن الفنان هنا يبدأ بالخطوات الرومانسية ، هذا الهروب الانتحاري الذي يدفع بالجسد إلى عذابات الحب والعشق ، والإنبهار أمام الموت المتغلغل بين حناياه وثناياه ، إلى الحد الذي تلقي فيه عليه ألوانا وظلالا من التواطئ المأساوي .                                              
وهو يرسم بطريقه أحدث من معاصريه ، أي بإندفاع طبيعي وعفوية تكاد تلهب المادة الرسمية الفنية ، وهو بذلك يمارس حريته وعفويته ومهارته ، ولأنه يغامر في متاهة الرسم - تمثله الألوان والحركات - فإن فراغونار يفرض نفسه كرسام حداثة خارقة للعادة ، وبهذا المعنى يفرض ذاته كأحد رواد الحساسية التي تجد جذورها في الإنسان الذي نزعت منه إمتيازاته ، ليتغنى بالحب وبالمرأة ، وهو بذلك يؤسس لأخلاق جديدة مفتاحها المرأة ، وهكذا إختار نوعا من النهضة والإنبعاث والولادة الجديدة ، منحتها الرومانسية مفاتيحها ،وفي نفس الحين الذي أضفت فيه عليها ظلالا مدلهمه من الحزن والكآبة .                                      يتبع .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.